figshare
Browse

الأغنية الشعبية الجديدة في تونس وتحديث المجتمع إثر الاستقلال: دراسة توثيقية

Download (5.76 MB)
Version 2 2025-05-07, 09:05
Version 1 2025-05-07, 09:04
dataset
posted on 2025-05-07, 09:05 authored by Mohamed DridiMohamed Dridi

مقال علمي وثقنا فيه عدد هام من الأغاني الشعبية الجديدة التي تم انتاجها في تونس بعد الاستقلال (مارس 1956)، وقد حللنا فيه بطريقة معمقة ما يلي: - ارتباط الأغنية الشعبية الجديدة في البلاد التونسية في منتصف القرن العشرين بتوجهات الدولة الفتيّة التي رأت في إتّباع المسار التحديثي للمجتمع منهجا وسبيلا للخروج من التقاليد البالية المعرقلة لمسيرة تطوّر البلاد اجتماعيا واقتصاديا وثقافيا؛ - استغلال السلطة الحاكمة آنذاك تعلّق عامّة الشعب بالأغاني الشعبية وخاصة البدويّة منها لتمرير أفكارها "الإصلاحية" أحيانا وطرح "البديل الفكري" للمنوال الاجتماعي والاقتصادي والثقافي أحيانا أخرى؛ - اعتماد الدولة على قدرة تأثير الوسائل الاتصالية السمعيّة (الراديو على وجه الخصوص) في عامة الشعب لشدّ اهتمامهم من خلال جملة الأغاني الشعبية الجديدة إلى سياسة الدولة الحديثة بهدف انخراط المواطن تدريجيا في المنظومة الجديدة للمنوال المجتمعي المنشود؛ - انخراط الفنانين الشعبيين من مغنين وملحنين وشعراء في منظومة الإنتاج الجديد للأغاني الشعبية الحاملة للمعاني التوعوية والإصلاحية وحتى المعاني التمجيدية لسياسة الدولة ورمزها آنذاك المتمثل في شخص الرئيس، وذلك من أجل إيجاد موطئ قدم في الساحة الثقافية في ذلك الوقت من خلال البروز والانتشار فنيا عبر مختلف البرامج الإذاعيّة وخاصة برنامج "ﭬـافلة تسير" بالإذاعة الوطنية الذي يمتدّ إرسال بثّها على كامل تراب الجمهورية؛ - استغلال السلطة السياسية لهذه الأغاني الشعبيّة الجديدة لغاية ترسيخ المنوال السياسي الجديد للبلاد عند عامّة الشعب المتمثّل في النظام الجمهوري الذي بدأ اعتماده منذ يوم 25 جويلية 1957 على أنقاض الحكم الملكي الذي امتدّ على طول فترة حكم مختلف البايات بالبلاد التونسية، إذ نجد في أغلب الأغاني الشعبية الجديدة تمجيدا لرمز الدولة آنذاك المتمثّل في شخص الرئيس المُلهم للأفكار التقدّمية والإصلاحيّة التي أُنتِجت من أجلها تلك الأغاني، وذلك في تمازج تام بين الدولة وشخص رئيس الدولة، وهو ما صرّح به الرئيس الحبيب بورﭬـيبة في العديد من الخطابات السياسية المباشرة وحتى في مختلف الحلقات التلفزيونية الخَطابيّة ذات الطابع التوعوي "من توجيهات السيّد الرئيس" حين يقول "الدولة هيّ أنا"؛ - اعتمدت الدولة الحديثة لتوعية وإصلاح الشعب وتقديم البديل الاجتماعي والاقتصادي والثقافي اعتمادا شبه كلّيا على الأغاني الشعبية الجديدة المرتكزة أساسا على منظومة الشعر الشعبي المتكوّنة أساسا من الموﭬـف والـﭭـسيم والملزومة والمسدّس، وعلى المنظومة الموسيقية البدوية بكل خصائصها الإيقاعية واللحنية والأدائية (الغناء) والتنفيذية (العزف)، وذلك لسببين هامين، أوّلهما تعلّق الذائقة الموسيقيّة العامّة بالمنظومة الموسيقية والشعرية الشعبيتين في ذلك الوقت، وثانيهما حرص المنتجين الموسيقيين بمؤسسة الإذاعة الخاضعة لسلطة الدولة ورقابتها على إنتاج أغانِ ذات توجّه إصلاحي وتوعوي لعامة الشعب تستجيب لذائقة رمز الدولة المتمثّل في الرئيس حسب ما صرّح به في الحديث الصحفي سنة 1955 "إني أحب الموسيقى الشرقية والبدوية وأما الموسيقى الغريبة والحديثة فإني لا أفهمها" كما ذكرنا في بداية هذه الدراسة. وقد اقتصرنا في هذه الدراسة الموجزة على توثيق بعض النماذج من الأغاني الشعبية الجديدة التي أُنتجت في تونس عبر منظومة الراديو التي تحتكرها الدولة خدمة لترسيخ المنوال المجتمعي والاقتصادي والسياسي والفكري المُراد تحقيقه لبناء الدولة الحديثة إثر الاستقلال، والجدير بالملاحظة أن أغلب هذه الأغاني وقع إتلافها من محفوظات الخزينة السمعية بمؤسسة الإذاعة والتلفزة الوطنية نظرا إلى عدم مواكبتها للعصر الراهن إذ كان إنتاج هذه الأغاني الشعبية الجديدة لأهداف وغايات معيّنة تجاوزتها الأحداث

History

Usage metrics

    Licence

    Exports

    RefWorks
    BibTeX
    Ref. manager
    Endnote
    DataCite
    NLM
    DC