<p dir="rtl">في زمن تتسارع فيه التحولات الرقمية، ويشتد فيه التنافس العالمي على مخرجات التعليم، يُقدّم هذا الكتاب قراءة تحليلية عميقة لتجربة كوريا الجنوبية الرائدة في توظيف تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في الإدارة التربوية، في سعي علمي ومنهجي لاستكشاف آفاق الاستفادة منها في تطوير النظام التعليمي المصري، لا سيما في مرحلة التعليم قبل الجامعي.</p><p dir="rtl">ينطلق الكتاب من تساؤل جوهري: لماذا نجحت كوريا الجنوبية في دمج التكنولوجيا في التعليم والإدارة، بينما لم تفلح مصر -رغم تعدد المبادرات- في إحداث تحول حقيقي في هذا المسار؟ ومن هذا السؤال، تتبلور دراسة مقارنة تستند إلى تحليل السياسات والممارسات، مدعومة بأكثر من 700 مرجع علمي، ما يضفي على الطرح العلمي مصداقية وعمقًا رفيعًا.</p><p dir="rtl">يركّز الكتاب على نظام NEIS الكوري كنموذج محوري للتحول الرقمي في الإدارة المدرسية، مستعرضًا بنيته التقنية، وفاعليته الاقتصادية، ودوره في تعزيز الشفافية وتحسين كفاءة اتخاذ القرار. وفي المقابل، يتناول بالتفصيل مظاهر القصور في التجربة المصرية، من ضعف البنية التحتية الرقمية، إلى غياب التدريب الفعّال، وافتقار الرؤية الإستراتيجية للتكامل التكنولوجي.</p><p dir="rtl">وفي ضوء التحليل المتعمق للحالة الكورية، يقترح المؤلف نموذجًا تطويريًا واقعيًا قائمًا على ثلاث ركائز متكاملة: تحديث البيئة التعليمية والمحتوى الرقمي، بناء القدرات البشرية، وتطوير نظم الإدارة الرقمية. ويُجسد هذا النموذج في ثلاث منظومات مترابطة صُممت خصيصًا للسياق المصري، هي: "طيبة" لبيئة التعلم، و"محب" للتنمية المهنية، و"حورس" للإدارة الرقمية، مع خطة تنفيذ زمنية وهيكل إداري مرن.</p><p dir="rtl">هذا الكتاب ليس فقط دراسة نظرية أو رصدًا للتجارب الدولية، بل دعوة جادة للتأمل والعمل، وصياغة مستقبل تعليمي يتكامل فيه الرقمي مع التربوي، وتلتقي فيه الكفاءة مع الرؤية. إنه مرجع تطبيقي متكامل لصناع القرار، والباحثين، والممارسين في ميادين التعليم والإدارة، يقدم خارطة طريق واقعية لتحقيق تعليم نوعي، أكثر كفاءة، وعدالة، واستدامة في مصر والعالم العربي.</p><p dir="rtl">إن هذا الكتابٌ يُضيء الطريق، لا بتكرار ما هو قائم، بل بإعادة التفكير فيه، وصياغته بما يليق بطموحات وطنٍ يسعى للنهوض.</p>